قصة اسلام سيدنا عمر بن الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم

أثناء قراءتي لكتاب عبقرية محمد ( لعباس محمود العقاد ) مرت علي قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكأنني أقرأها لأول مرة , فالكتاب بإسلوبه المدهش روي القصة بأسلوب رائع فأحببت أن أشاركها معكم لعل الله ينفعنا وإياكم بكل خير .

الفاروق رضي الله عنه 


قال ابن إسحاق : ".. خرج عمر يوماً متوشحاً بسيفه , يريد رسول الله ورهطاً من أصحابه , قد اجتمعوا في بيت عند الصفا وهم قريب من أربعين بين رجال ونساء , ومع رسول الله عمه حمزة بن عبد المطلب , وأبو بكر الصديق , وعلي ابن أبي طالب, في رجال من المسلميين رضي الله عنهم , ممكن كان أقام مع رسول الله في مكة ولم يخرج فيمن خرج إلي أرض الحبشة . فلقيه نعيم ابن عبد الله فقال له : " من تريد يا عمر ؟ .. " 
فقال : " أريد محمداً الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها , وعاب دينها , وسب آلهتها , فأقتله ".
فقال نعيم : " والله لقد غرتك نفسك يا عمر ! أتري بني عبد مناف تاركيك تمشي علي الأرض وقد قتلت محمداً ؟ .. أفلا ترجع إلي أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ ."
قال " وأي أهل بيتي ؟ . "
قال " ختنُك وابن عمك سعيد ابن عمرو ! .. وأختك فاطمة بنت الخطاب .. فقد والله أسلما وتابعا محمداً علي دينه , فعليك بهما"
قال : " فرجع عمر عامداً إلي أخته وختنه , وعندهما خباب في مخدع لهم أو في بعض البيت وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها, وقد سمع عمر حين دنا إلي البيت قراءة خباب عليهما , فلما دخل قال : ما هذه الهينمة التي سمعت ؟."
قالا له : " ما سمعت شيئاً ! .. "
قال : " بلي والله ! لقد أخبرت أنكما تابعتما  محمداً علي دينه " .. وبطش بختنه سعيد بن زيد , فقامت إليه أخته فاطمة لتكفه عن زوجها , فضربها فشجها , فلما فعل ذلك قالت له أخته : " نعم .. قد أسلمنا وأمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك ". فلما رأي عمر ما بأخته من الدم , ندم علي ما صنع فارعوي , وقال لأخته : " أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤن آنفاً أنظر ما هذا الذي جاء به محمد " وكان عمر كاتباً , فلما قال ذلك , قالت له أخته : " إنا نخشاك عليها .. " 
قال : لا تخافي وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها , فلما قال ذلك طمعت في إسلامه , فقالت له " يا أخي ! .. إنك نجس علي شركك , وإنه لا يمسها إلا الطاهر , فقام عمر فاغتسل , فأعطته الصحيفة وفيها " سورة طه " فقرأها فلما قرأ منها صدراً قال : " ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ! " فلما سمع ذلك خباب خرج إليه , فقال له : " يا عمر ! والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه , فإني سمعت الرسول وهو يقول : " اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب .. فالله الله يا عمر .. " 
فقال له عند ذلك عمر : " فدلني يا خباب علي محمد حتي أتيه فأسلم " فقال له خباب : " هو في بيت عند الصفا معه فيه نفر من أصحابه " فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد إلي رسول الله وأصحابه فضرب عليهم الباب , فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول الله فنظر من خلل الباب فرآه متوشحاً السيف , فرجع إلي رسول الله وهو فزع , فقال : " يا رسول الله ! .. هذا عمر بن الخطاب متوشحاً بالسيف ." 
فقال حمزة بن عبد المطلب : " نأذن له .. فإن جاء يريد خيراً بذلناه له , وان كان يريد شراً قتلناه بسيفه " . 
فقال رسول الله : " ائذن له ! فأذن له الرجل ونهض إليه رسول الله حتي لقيه بالحجرة فأخذ بحجزته أو بمجمع ردائه , ثم جبذه جبذة شديدة وقال : " ما جاء بك يا بن الخطاب ؟ .. فو الله ما أري أن تنتهي حتي ينزل الله بك قارعة ." 
فقال عمر : "  يا رسول الله ! .. جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله . " 
قال : " فكبر رسول الله تكبيرة عرف أهل البيت من أصحابه أن عمر قد أسلم " فتفرق أصحاب رسول الله من مكانهم وقد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة , وعرفوا أنهما سيمنعان الأذي عن رسول الله , وينتصفون بهما من عدوهم .. "
هذه قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب , وهذه أخلاق الرسول والإسلام والمسلميين فلقد خرج بالسيف ليقتل محمداً ولم يخرج عليه أحد من المسلميين بسيف .

التسميات :



اترك تعليقا

تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).



تصميم : webbilgi.org | تعريب وتطوير : قـوالـبنـا للـبلـوجر | جميع حقوق المواد المنشورة محفوظة للموقع | وجميع حقوق الصور والأغلفة محفوظة لمصمميها